| قيل فيه

الأستاذ طلال سلمان - جريدة السفير - 31/1/2014

مهدي منصور يكتب إلى التي لا تجيد القراءة!
ربما يستعجل مهدي منصور الكشف عن ملامح الذاكرة المقبلة، مع إصراره على الكتابة إلى التي لا تجيد القراءة.
في ديوانه الجديد قليل الصفحات كثير القصائد لا حزن للوقت يكفي للبكاء على وجع البحر وإن كان فيه متسع للتشيللو وقوسه الوحيد... ولكن فيه بعض الاستعادة لزمن الطفولة والصغار الذين يغنون في آخر الحي والذين لم يعرفوه وهو الذي تعثر بالعمر في طابق مهمل وكل يوم يغني لهم:
"ليتهم يسمعون صدى وحشتي الآن.. ليتهم يعرفون بأني أغني لهم معهم
"وأصلي وحيداً.. أصلي كي لا يصيروا كباراً ولا شعراء..
"أصلي وحيداً إذا ما رفاقي الصغار أرّقوا أشجاني بأحلامهم..".
يرنّ وجع الحزن في معظم قصائد الديوان الذي أفترض أن مهدي منصور قد استعجل إصداره، ربما بدافع تقديمه إلى بعض المهرجانات التي تنظمها الرغبة في "فرض" عواصم جديدة للأدب أو للنشر عموماً، ولإطلاق مواهب متعددة قبل أن تنضج تماماً فتعطي أفضل ما قدمته التجارب من مرارات ودروس، ومن صقل للموهبة كالتي عند مهدي.
"وأنت على قارب أغنية في دمي/ مشّطي تعب العمر في جسدي/ واستريحي لديّ/ فأنا في غربة/ لو تعلمين كثير زماني عليّ/ واقلبيني كما ساعة الرمل/ فالحب من شدة الشوق للدرب/ غادر قلبي إلى قدميّ".
غني شعر مهدي بالصور، والكلمات تكاد تذوب رقة ويأخذها إلى "لا حزن للوقت يكفي/ ولا كل قلب له بين ليلين صبح
أنا لست إلا الذي لن يكون/ ولا شيء/ لا شيء عندك أورث عينيك/ إلا قليلاً من الأغنيات..".
رقيقة لغة مهدي، جميلة صوره برنة الحزن المبكر فيها، ورؤاه تخيّم عليها مرارة ثقيلة، مع أن نهر الحب يتدفق رقيقاً مع افتراض أن "لا شيء يرافقني أبداً غير الوقت/ وهو الآخر حين سيوقفني العالم/ سوف يتابع أحلامي دوني..".
ليست الأيام نرداً كاذب الأرقام، دائماً، يا مهدي، وليست الأحلام مجرد "غد مضمحل".
وها أنت بين "المميزين" وحائز جائزة لجنة تحكيم أمير الشعراء وجوائز أدبية أخرى.. فأين النرد الكاذب وأنت "مهدي" و"منصور"؟!
أَكثِر كتابتك إذاً إلى التي لا تجيد القراءة، إذا ما افترضت أن تلك هي اللغة الأسرع في الوصول منك إليها أو العكس.


الشاعر مهدي منصور

شاعر لبناني، وأستاذ جامعي متخصص بالفيزياء والتربية، من مواليد 29 شباط، يعدُّ من أبرز الوجوه الشعريّة في لبنان والعالم العربي.

ابتدأ مشواره الشعري في برنامج المميزون الذي عرضته المؤسسة اللبنانيّة للإرسال عام 2003 حيث حصد الميداليّة الذّهبيّة عن فئة الشعر المرتَجَل.

صقل منصور موهبته الشعريّة وأفقه الإبداعي عبر دراسته وتدريسه الادب العربيمن جهة ودراسته الفيزياء والرياضيات التطبيقية والتربية حتى نال شهادةالدكتورة في فيزياء الكم.

لعلّ أبرز المحطّات التي كرّست اسم الشاعر مهدي منصور عربيّاً كانت مشاركته في برنامج أمير الشعراء 2008 الذي تنتجه وتبثّه قناة ابوظبي الفضائيّة حيث نال الشاعر جائزة لجنة التحكيم.

 في شعر مهدي منصور، تنسجم الاصالة وhلحداثة معاً انسجاماً تامّاً حتى لكأنهما تبدوان قبلتين لثغر واحد، فهو يكتب بلغة عصره ويتعمق في التجارب الشعريّة الحديثة، ولكنّه يحافظ على الإيقاع الموسيقي الساحر الذي يميّز الشعر العربي، الأمر الذي نال استحسان كبار شعراء لبنان فدعموه وقدموا له.

 ويتّخذ شعر منصور طابعاً إنسانيّاً شاملاً وبُعداً كونيّاً يترجم أدق الهواجس اللاإنسانية ويطرح الاسئلة التي تضع الإنسان في مواجهة مع ذاته، الامر الذي خوّله الحصول على جائزة ناجي النعمان الثقافيّة عام 2009 وشملت الجائزة طباعة ديوانه الأخير "يوغا في حضرة عشتار" وعلى جوائز وميدالياتٍ وأوسمةٍ عديدة لا يتسع المكان لذكرها.

مثّل منصور وطنه في المحافل الشعرية والمهرجانات الثقافية العربية والعالمية.والجدير ذكره أنّ قصائد الشاعر منصور تُدرّس في بعض كتب الأدب العربي في المناهج اللبنانية والعربيّة كما وترجمت بعض قصائده إلى لغات عدة كان آخرها ترجمة إلى اللغة الألمانية ضمن دراسة "أنطوبولوجيا" أعدّها معهد غوتّه الألماني...

صدر للشاعر:

متى التقينا 2004

انت الذاكرة وأنا 2007

قوس قزح 2007

كي لا يغار الأنبياء 2009

يوغا في حضرة عشتار   2010

أخاف الله والحب والوطن 2016

الأرض حذاء مستعمل 2016

فهرس الانتظار 2018