بينما كانت تفكر بالرحيل
ذابت قطعُ الثلج جميعُها في كؤوس الحانة..
كتبت على يدي كي لا أنسى:
"المدينة غرفة انتظار ضخمة..."
عُبور
في كُلِّ جِدارٍ مَرْئِيٍّ ثَمَّةَ بابٌ لا مَرْئِيٌّ
وَثُقوبٌ لا يَعْرِفُها غَيْرُ اللهْ
وَمَداخِلُ لِلشِّعْرِ وَلِلْوَحْيِ وَلِلأَرْواحْ
أغمض عينيك قليلاً
وتخيّل لو أنّ جميع الناس غدوا شعراء...
يحدث مثلاً أن يغدو ثمن الخبز العربي بعشر قصائد لابن الرومي
والكوبوتشينو بنشيدين لدانتي
فَنادِقُ للمُنْتَهى
الوُرودُ الَّتي نَبَتَتْ وَحْدَها خَلْفَ بَيْتِ العَجوزِ قَراميدُ أَحْلامِهِ البِكْرِ
تَعْقِدُ أَيّامَهُ الخاوِياتِ عَبيرًا بِإِبْطِ النَّسائِمِ
تَقْرَأُ فاتِحَةَ الرّيحِ يولَدُ هَمْسًا
أشكال الغرق
على قدميّ حيث أكونُ يسند رأسَه الكوكبْ
وفي خشبِ الهواء الصلبِ لا أُعفى ولا أُصلبْ
أعدلٌ لو وقفتُ على طريقي متعباً أتعب؟!
مهدي منصور
لا ترجعوا مثله منهكين
يقول المجنّدُ للضابط المتحصّن خلف مدى الصــوت
ها نحن ندهسُ آخر ريحانةٍ أمعنتْ في الرحيقِ بأقدامنا
وماذا تريد إذن؟
بعت أوطانك المرمرية..والحلم مثل الخضار على العرباتِ..
ولم تلتفتْ حين كنت تصارع من أجلها أنها خلف ظهرك
أُشفيكِ من حبي إليكِ
ها قد دفنتك دونما أثرٍ ،وحيداً، في تراب الليل...
كي أُشفيكِ من حبي إليكِ الآنَ..
مونودراما تحت الثلج
إذنْ تخرجينَ مهفهفةً مثل أوّل يومٍ دخلتِ به عالمي المستحيلْ
كأنك لم تتركي شفتيك على جسدي ألفَ ليلٍ...
لوجهك..!
لوجهك بعضُ الحكايا الغريبة..!
كيف سماؤكِ ممعنة بالغيابِ.. وغيمكُ يفرشُ بالظلِّ أرضي..؟
وكيف يعلّق سترته الصّبحُ فوق حبال الأناشيدِ..
شاعر لبناني، وأستاذ جامعي متخصص بالفيزياء والتربية، من مواليد 29 شباط، يعدُّ من أبرز الوجوه الشعريّة في لبنان والعالم العربي.
ابتدأ مشواره الشعري في برنامج المميزون الذي عرضته المؤسسة اللبنانيّة للإرسال عام 2003 حيث حصد الميداليّة الذّهبيّة عن فئة الشعر المرتَجَل.
صقل منصور موهبته الشعريّة وأفقه الإبداعي عبر دراسته وتدريسه الادب العربيمن جهة ودراسته الفيزياء والرياضيات التطبيقية والتربية حتى نال شهادةالدكتورة في فيزياء الكم.
لعلّ أبرز المحطّات التي كرّست اسم الشاعر مهدي منصور عربيّاً كانت مشاركته في برنامج أمير الشعراء 2008 الذي تنتجه وتبثّه قناة ابوظبي الفضائيّة حيث نال الشاعر جائزة لجنة التحكيم.
في شعر مهدي منصور، تنسجم الاصالة وhلحداثة معاً انسجاماً تامّاً حتى لكأنهما تبدوان قبلتين لثغر واحد، فهو يكتب بلغة عصره ويتعمق في التجارب الشعريّة الحديثة، ولكنّه يحافظ على الإيقاع الموسيقي الساحر الذي يميّز الشعر العربي، الأمر الذي نال استحسان كبار شعراء لبنان فدعموه وقدموا له.
ويتّخذ شعر منصور طابعاً إنسانيّاً شاملاً وبُعداً كونيّاً يترجم أدق الهواجس اللاإنسانية ويطرح الاسئلة التي تضع الإنسان في مواجهة مع ذاته، الامر الذي خوّله الحصول على جائزة ناجي النعمان الثقافيّة عام 2009 وشملت الجائزة طباعة ديوانه الأخير "يوغا في حضرة عشتار" وعلى جوائز وميدالياتٍ وأوسمةٍ عديدة لا يتسع المكان لذكرها.
مثّل منصور وطنه في المحافل الشعرية والمهرجانات الثقافية العربية والعالمية.والجدير ذكره أنّ قصائد الشاعر منصور تُدرّس في بعض كتب الأدب العربي في المناهج اللبنانية والعربيّة كما وترجمت بعض قصائده إلى لغات عدة كان آخرها ترجمة إلى اللغة الألمانية ضمن دراسة "أنطوبولوجيا" أعدّها معهد غوتّه الألماني...
صدر للشاعر:
متى التقينا 2004
انت الذاكرة وأنا 2007
قوس قزح 2007
كي لا يغار الأنبياء 2009
يوغا في حضرة عشتار 2010
أخاف الله والحب والوطن 2016
الأرض حذاء مستعمل 2016
فهرس الانتظار 2018