| قيل فيه

على السقا


"ليلي استدارَ فسرِّحي الليلَ.. اطعنيهِ-// بالبَنَانِ العاجِ طعنَ ثريّا..// يكفي ظلام العمرِخمس سنابلٍ// ليعودَ تاريخُ الجمالِ سنيّا..// أنتِ اليقينُ، فكلِّ بيتٍ هاربٍ// للشكِّ ساهٍ.. كنتِ منهُ رويّا..// مرّي لأمنحني فمي ورعونتي// ولأستردَّ من العناقِ يديّا..// أحتاجُ ضعفَ قوايَ.. عشرَ تمائمٍ// أو ليلتيْ قدرٍ.. وربعَ مُحيّا..// لم أنسَ وردَ الساحِ يستسقي دمي// ظمأً.. وما كان الهوى منسيّا// مرّي مرور الريحِ.. ليس تحسّباً.. // ما كنتُ يوماً عاشقاً عذريّا !// لكنَّ نزف الأرضِ أبلغُ رعشةً// وأشدُّ وقعاً من صباكِ عليّا". ليست تلك الابيات لشاعرٍ من عصر الجاهلية أو من احدى الحقبتين الاموية والعباسية. بل لشاب يدعى مهدي منصور، يأكل الشعر فوق راحتيه ويشرب.
مهدي منصور شاعر. ليس ضرورياً كفاية أن تأتي تلك الصفة ممهورة بأختام الشعراء. فأبياته المفعمة عذوبة وانسياباً كفيلة بأن تمنحه هذه الصفة. للشعور في القصيدة السبق على الشكل. وقصائد مهدي منصور لا مكان فيها الا للشعور المتأتي خفيفاً من حنوّ صورها.
سيحلّ صاحب "رسل البيادر" الفائزة بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان أمير الشعراء في ابو ظبي لعام 2008، والحائز ذهبية مميزون عام 2003 في الشعر المرتجل، في قاعة الـ"أسمبلي هول" في الجامعة الاميركية في بيروت. حيث سيكون محبو مهدي منصور على موعد مع قصائده في الغزل والمقاومة.
الامسية الشعرية الموسيقية التي يقيمها برنامج أنيس خوري المقدسي للأداب في الجامعة الأمريكية في بيروت والنادي الثقافي الجنوبي بعنوان "رسل البيادر" للشاعر مهدي منصور سترافقه فيها على البيانو تمارا عبد الهادي. وذلك نهار الجمعة القادم في العشرين من أيار الجاري عند الساعة الرابعة والنصف عصراً.
ومن المقرر أن يبدأ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني يليه كلمة ترحيب بالحضور لمدير برنامج أنيس المقدسي د. ماهر جرار وكلمة النادي الثقافي الجنوبي والهيئة المنظمة للحفل يلقيها د. علي غندور. ثم يليها العرض الشعري الموسيقي. الحفل المقسم إلى ثلاثة محاور ستتوزع على الشكل الآتي: المحور الأول يتناول القصائد الوطنية. أما الثاني فيأخذ منحىً رومنسياً غزلياً. فيما يختم العرض بقصائد القضية والمقاومة. يرافق العرض الشعري معزوفات كلاسيكية على البيانو لكبار المؤلفين الموسيقيين أمثال بيتهوفن وموزار وغيرهم. ويقدم للاحتفال محمد يوسف اليحفوفي.
يذكر أن نزار قباني كان آخر الشعراء الذين اعتلوا منبر ال Assembly Hall، القاعة التي تمتاز بارثها الثقافي الكبير.

 


الشاعر مهدي منصور

شاعر لبناني، وأستاذ جامعي متخصص بالفيزياء والتربية، من مواليد 29 شباط، يعدُّ من أبرز الوجوه الشعريّة في لبنان والعالم العربي.

ابتدأ مشواره الشعري في برنامج المميزون الذي عرضته المؤسسة اللبنانيّة للإرسال عام 2003 حيث حصد الميداليّة الذّهبيّة عن فئة الشعر المرتَجَل.

صقل منصور موهبته الشعريّة وأفقه الإبداعي عبر دراسته وتدريسه الادب العربيمن جهة ودراسته الفيزياء والرياضيات التطبيقية والتربية حتى نال شهادةالدكتورة في فيزياء الكم.

لعلّ أبرز المحطّات التي كرّست اسم الشاعر مهدي منصور عربيّاً كانت مشاركته في برنامج أمير الشعراء 2008 الذي تنتجه وتبثّه قناة ابوظبي الفضائيّة حيث نال الشاعر جائزة لجنة التحكيم.

 في شعر مهدي منصور، تنسجم الاصالة وhلحداثة معاً انسجاماً تامّاً حتى لكأنهما تبدوان قبلتين لثغر واحد، فهو يكتب بلغة عصره ويتعمق في التجارب الشعريّة الحديثة، ولكنّه يحافظ على الإيقاع الموسيقي الساحر الذي يميّز الشعر العربي، الأمر الذي نال استحسان كبار شعراء لبنان فدعموه وقدموا له.

 ويتّخذ شعر منصور طابعاً إنسانيّاً شاملاً وبُعداً كونيّاً يترجم أدق الهواجس اللاإنسانية ويطرح الاسئلة التي تضع الإنسان في مواجهة مع ذاته، الامر الذي خوّله الحصول على جائزة ناجي النعمان الثقافيّة عام 2009 وشملت الجائزة طباعة ديوانه الأخير "يوغا في حضرة عشتار" وعلى جوائز وميدالياتٍ وأوسمةٍ عديدة لا يتسع المكان لذكرها.

مثّل منصور وطنه في المحافل الشعرية والمهرجانات الثقافية العربية والعالمية.والجدير ذكره أنّ قصائد الشاعر منصور تُدرّس في بعض كتب الأدب العربي في المناهج اللبنانية والعربيّة كما وترجمت بعض قصائده إلى لغات عدة كان آخرها ترجمة إلى اللغة الألمانية ضمن دراسة "أنطوبولوجيا" أعدّها معهد غوتّه الألماني...

صدر للشاعر:

متى التقينا 2004

انت الذاكرة وأنا 2007

قوس قزح 2007

كي لا يغار الأنبياء 2009

يوغا في حضرة عشتار   2010

أخاف الله والحب والوطن 2016

الأرض حذاء مستعمل 2016

فهرس الانتظار 2018