تسوّل من متسولة
وحين يتمتم باسمك بيتٌ من الشعر...
يختلف الورد في عمره...
والفراشات تحرسنه بالغناءْ...
تماماً كما تحرس الخفقاتُ رضيعاً على صدر عاقرةٍ...
وتحوم الثكالى على صدر ترتيلةٍ تتباهى بعشر قوافٍ ملاحٍ
ترنُّ
كمفردةُ "الشهداء"
بتُّ أقصرَ بحلمين، لشدة ما برت قدميَّ شوارعُ المدينة...
لا تنتظري قصيدتي الأخيرة عنك...
أسقطتها بدل النقود في صندوق النذور بعد صلاة ساخنةٍ...
لعلّها تقع مصادفةً في يد فقيرة ابنة فقير...
وتصادف أن تكون فقيرة حالمة...
فتنسى رغيفاً عجوزاً...
وكوخاً من القش والطين
وتشكرني دون معرفةٍ أمّها...
وتدعو لنا بالتلاقي...
ها أنا الآن أسير
بلا قدمين...
على ركبة الأمنيات...
لم أجدْ درباً أقربَ إليك سوى الله...
ولم أجدْ درباً أقربَ إلى الله
من ابتسامة عائلة فقيرةٍ كالأمل...
لا تقلقي..
لن يخطئ الله بينك وبينها...
لا لشيء...
بل لأنه
يتألمُ لعالماٍ يجمع بين مشرّدٍ جائعٍ...
وجائعة مشردةْ...
م.م
تعبتُ قليلاً
وهذي الغيوم التي تتداخل مثل يدينا على صهواتِ الرحيلِ
تضمّد نافورة من دمٍ في سماء الغياب..
وألعن شمساً مزاجيةً تتسلل بيني وبينك كالسلحفاةِ..
هديل الحمام يقص قميص الهواء على شكل أغنيةٍ
والعصافير تلفح بالفتح والضم أخر هذي المعاني..
وحيداً
وأنت على وتر في قديم الربابات لا يقتل الحلم في بئر أنشودة لا تتم...
ولا يمنح الوعد تأشيرة في العراء...
على رمل أغنيةٍ في الحنينِ
أنقب عن أثرٍ غجريٍّ لوقع صداكِ ...
فيرهقني أن أراكِ ولا تترائي..
كما يفرك الورد بالضوء عينيه..
أو يتمدد عطرٌ على فرشة من هواء...
هذا النصُّ الماكرُ!!
يغمض قلبي بيد الرؤيا...
وبمنديل التيه يشدّ على عينيْ
أسقطُ فيه حينَ يراوغني كي يسقطَ فيْ
يمشي فوق حيال الصمتِ بصمتِ..
يقفزُ يلهو..
يأخذ شكل امرأةٍ لم تأتي...
أقبضُ راح الريحِ على المعنى...
فيعاندُ حتى يتركني مثلَ رمادٍ
في منفضةٍ
في مقهىً شعبيْ
ليس لأن لك أرضاً خصبةً وبستانياً رشيقاً...ولا لأن ماءك الفائض أرعن يستحم عارياً مع جذور الورود النحيفة...لأسباب مختلفةٍ تماماً...وربما أجهلها..أهدي إليك كل باقات الورود التي تأتيني من هذه الجميلة أو تلك العاشقة بين الفينة والأخرى...
م.م
شاعر لبناني، وأستاذ جامعي متخصص بالفيزياء والتربية، من مواليد 29 شباط، يعدُّ من أبرز الوجوه الشعريّة في لبنان والعالم العربي.
ابتدأ مشواره الشعري في برنامج المميزون الذي عرضته المؤسسة اللبنانيّة للإرسال عام 2003 حيث حصد الميداليّة الذّهبيّة عن فئة الشعر المرتَجَل.
صقل منصور موهبته الشعريّة وأفقه الإبداعي عبر دراسته وتدريسه الادب العربيمن جهة ودراسته الفيزياء والرياضيات التطبيقية والتربية حتى نال شهادةالدكتورة في فيزياء الكم.
لعلّ أبرز المحطّات التي كرّست اسم الشاعر مهدي منصور عربيّاً كانت مشاركته في برنامج أمير الشعراء 2008 الذي تنتجه وتبثّه قناة ابوظبي الفضائيّة حيث نال الشاعر جائزة لجنة التحكيم.
في شعر مهدي منصور، تنسجم الاصالة وhلحداثة معاً انسجاماً تامّاً حتى لكأنهما تبدوان قبلتين لثغر واحد، فهو يكتب بلغة عصره ويتعمق في التجارب الشعريّة الحديثة، ولكنّه يحافظ على الإيقاع الموسيقي الساحر الذي يميّز الشعر العربي، الأمر الذي نال استحسان كبار شعراء لبنان فدعموه وقدموا له.
ويتّخذ شعر منصور طابعاً إنسانيّاً شاملاً وبُعداً كونيّاً يترجم أدق الهواجس اللاإنسانية ويطرح الاسئلة التي تضع الإنسان في مواجهة مع ذاته، الامر الذي خوّله الحصول على جائزة ناجي النعمان الثقافيّة عام 2009 وشملت الجائزة طباعة ديوانه الأخير "يوغا في حضرة عشتار" وعلى جوائز وميدالياتٍ وأوسمةٍ عديدة لا يتسع المكان لذكرها.
مثّل منصور وطنه في المحافل الشعرية والمهرجانات الثقافية العربية والعالمية.والجدير ذكره أنّ قصائد الشاعر منصور تُدرّس في بعض كتب الأدب العربي في المناهج اللبنانية والعربيّة كما وترجمت بعض قصائده إلى لغات عدة كان آخرها ترجمة إلى اللغة الألمانية ضمن دراسة "أنطوبولوجيا" أعدّها معهد غوتّه الألماني...
صدر للشاعر:
متى التقينا 2004
انت الذاكرة وأنا 2007
قوس قزح 2007
كي لا يغار الأنبياء 2009
يوغا في حضرة عشتار 2010
أخاف الله والحب والوطن 2016
الأرض حذاء مستعمل 2016
فهرس الانتظار 2018