| قصائد

العمرُ أقصرُ من قرنفلةٍ...

 

العمرُ أقصرُ من قرنفلةٍ...

وذي الكرسيُّ فارغةٌ تماماً

واخضرارُ الوعدِ في عينيكِ أبلغُ من ربيع دمشقَ

والمطرُ الذي ينتابني لا شكّ منهمرٌ عليكِ الآنَ...

والكأسانِ، لا تتساءلي من قد تكونُ شريكتي في الجرحِ...

كأسُ لي..

ولامرأةٍ أراهنُ ان أصادفها صباح اليومِ إن صدقَ الفلكْ

العمرُ أقصرُ من دروب اللاذقيّةِ..

والمسافة بيننا ولدٌ يتيمٌ..

قد تصيرُ لهُ قبائلُ لو هممتِ بوحدتي...

اعترفي بجرحٍ فيكِ..

يصحُ الشعرُ فيَّ..

الشعرُ يصحو

هيتَ لكْ...

(يا "ماترُ" زدني بالمعتّقِ جيّداً

ها عدتُ)

قولي أيَّ شيءٍ...

ملّسي شعري المجعّدَ –ما تبقّى منه أقصدُ-

مسّدي جسدي النحيلَ بمقلتيكِ

ولا تخافي لو مددتُ يدي إلى جيب الأنوثةِ

كلُّ ما في الأمرِ أني لا أحبُّ الأرضَ هادئةً...

وبي رجلٌ جنوبيٌّ إذا عبثت به أهواؤه

كسرَ الحصارْ...

الكأسُ تفرغُ..

والمكان الآن ممتلئٌ بضوءٍ ليلكيٍّ بيننا...

(يا "ماترُ" زدنا بالمعتّقِ

لم نغبْ لنعودَ)

لي في دمي سمراءُ يا شقراءُ..

لا تقفي على باب الترددِ هكذا..

الأشياءُ واضحةٌ كما مُدُني التي تمتدُّ من شفتيّ حتى آخر الكلماتِ في وطنِ الدمارْ

سمراوتي لليلِ..حيث تكسّرُ النجماتِ شامتُها العتيقةُ

فاجعلي ملكوتُ وجهكِ:

برزخاً ما بين ليلين اشرأبّا بي

حقيقةَ أنني لم أبتدئ كي أنتهي

وجعاً تفتّقَ في مخيّلتي تماماً...

مثل أوّل حزمةٍ من شعرك الذهبي تدخل ظلمتي...

لتصوغ من ليلي...النهارْ

                                                          مهدي منصور-13-1-2012




الشاعر مهدي منصور

شاعر لبناني، وأستاذ جامعي متخصص بالفيزياء والتربية، من مواليد 29 شباط، يعدُّ من أبرز الوجوه الشعريّة في لبنان والعالم العربي.

ابتدأ مشواره الشعري في برنامج المميزون الذي عرضته المؤسسة اللبنانيّة للإرسال عام 2003 حيث حصد الميداليّة الذّهبيّة عن فئة الشعر المرتَجَل.

صقل منصور موهبته الشعريّة وأفقه الإبداعي عبر دراسته وتدريسه الادب العربيمن جهة ودراسته الفيزياء والرياضيات التطبيقية والتربية حتى نال شهادةالدكتورة في فيزياء الكم.

لعلّ أبرز المحطّات التي كرّست اسم الشاعر مهدي منصور عربيّاً كانت مشاركته في برنامج أمير الشعراء 2008 الذي تنتجه وتبثّه قناة ابوظبي الفضائيّة حيث نال الشاعر جائزة لجنة التحكيم.

 في شعر مهدي منصور، تنسجم الاصالة وhلحداثة معاً انسجاماً تامّاً حتى لكأنهما تبدوان قبلتين لثغر واحد، فهو يكتب بلغة عصره ويتعمق في التجارب الشعريّة الحديثة، ولكنّه يحافظ على الإيقاع الموسيقي الساحر الذي يميّز الشعر العربي، الأمر الذي نال استحسان كبار شعراء لبنان فدعموه وقدموا له.

 ويتّخذ شعر منصور طابعاً إنسانيّاً شاملاً وبُعداً كونيّاً يترجم أدق الهواجس اللاإنسانية ويطرح الاسئلة التي تضع الإنسان في مواجهة مع ذاته، الامر الذي خوّله الحصول على جائزة ناجي النعمان الثقافيّة عام 2009 وشملت الجائزة طباعة ديوانه الأخير "يوغا في حضرة عشتار" وعلى جوائز وميدالياتٍ وأوسمةٍ عديدة لا يتسع المكان لذكرها.

مثّل منصور وطنه في المحافل الشعرية والمهرجانات الثقافية العربية والعالمية.والجدير ذكره أنّ قصائد الشاعر منصور تُدرّس في بعض كتب الأدب العربي في المناهج اللبنانية والعربيّة كما وترجمت بعض قصائده إلى لغات عدة كان آخرها ترجمة إلى اللغة الألمانية ضمن دراسة "أنطوبولوجيا" أعدّها معهد غوتّه الألماني...

صدر للشاعر:

متى التقينا 2004

انت الذاكرة وأنا 2007

قوس قزح 2007

كي لا يغار الأنبياء 2009

يوغا في حضرة عشتار   2010

أخاف الله والحب والوطن 2016

الأرض حذاء مستعمل 2016

فهرس الانتظار 2018