| قصائد

أشكال الغرق

أشكال الغرق

أيّتها الأرض المدحيّهْ

لا رغبةَ عندي بالدورانِ،

قفي لأغادرَ

أكثر من جدران السجن السّائر

تزعجني في السجن الحريّهْ

 

إنّي أغرق في كيس هواءٍ ضخمٍ

أضرب بيديَّ الناعمتين بلا جدوى رحماً جويّاً

صوتي يتلاطم عند غشاء الأفق

وثمّة من ينتظر ولادة صوتي.

الكون الشاعرُ

والأرض قوافٍ جوفيّهْ...

 

في الخارج ضوءٌ لو يدخلُ

ألمسُ ماءَ الوقت

وتغدو صلواتي مرئيهْ..

 

الصمت أنيقٌ فوق السطح

لِديني لأرى في العتمة ما يغشى

كي أتفشّى كالمصباح بصَدر الليل 

أدورُ أطيرُ مكاني وأكادْ

...أجدَ الأبديهْ

رُبَّ زمان يمشي في الوحل هنالك

رُبَّ إلهٍ يبحثُ مثلي عن بابٍ ليغادر

 

قالت شاعرةٌ لا تغمِضُ عينيها:

"حين صعدت لأعرف ماذا يحدث فوق البحر المقفل بالماءْ 

متّ جنوناً بالصيادْ

الموتُ جميلٌ ...

-2-

لو أنّ أرخميدس استقلى في البحر بدلاً من حوض السباحة الصغير،

لما اضطرّ إلى الخروج عارياً،

وما كان ليوجدها!!

-3-

غرفاتُ حواسي ضيّقةٌ

الأرض خزائنُ من وقتٍ نيءٍ

السقف مواعيدٌ متصلّبةٌ و(حكايا)

هذي الجدرانُ تحدّقُ بي

فيها صوري

لكأنّ الجدرانَ مرايا...

-4-

سريرُ الليلِ يا طرقات، جئتكِ لا وسائدَ لي

صلاتي في فمي المنسيّ، شمسي ضيّعت مُقلي

ولي أملٌ، كهذا العمر، لا يحيا على أملِ...

 

أحبّ وإنّ عمرَ الحبّ، عمرُ البعدِ لا اللقيا

أُحنّي جلدَ هذا القلب بالنسيان والرؤيا

غريبا،ً أجملُ الغرباء مَن غرّتهم الدنيا

 

على قدميّ حيث أكونُ يسند رأسَه الكوكبْ

وفي خشبِ الهواء الصلبِ لا أُعفى ولا أُصلبْ

أعدلٌ لو وقفتُ على طريقي متعباً أتعب؟!

                                                                   مهدي منصور




الشاعر مهدي منصور

شاعر لبناني، وأستاذ جامعي متخصص بالفيزياء والتربية، من مواليد 29 شباط، يعدُّ من أبرز الوجوه الشعريّة في لبنان والعالم العربي.

ابتدأ مشواره الشعري في برنامج المميزون الذي عرضته المؤسسة اللبنانيّة للإرسال عام 2003 حيث حصد الميداليّة الذّهبيّة عن فئة الشعر المرتَجَل.

صقل منصور موهبته الشعريّة وأفقه الإبداعي عبر دراسته وتدريسه الادب العربيمن جهة ودراسته الفيزياء والرياضيات التطبيقية والتربية حتى نال شهادةالدكتورة في فيزياء الكم.

لعلّ أبرز المحطّات التي كرّست اسم الشاعر مهدي منصور عربيّاً كانت مشاركته في برنامج أمير الشعراء 2008 الذي تنتجه وتبثّه قناة ابوظبي الفضائيّة حيث نال الشاعر جائزة لجنة التحكيم.

 في شعر مهدي منصور، تنسجم الاصالة وhلحداثة معاً انسجاماً تامّاً حتى لكأنهما تبدوان قبلتين لثغر واحد، فهو يكتب بلغة عصره ويتعمق في التجارب الشعريّة الحديثة، ولكنّه يحافظ على الإيقاع الموسيقي الساحر الذي يميّز الشعر العربي، الأمر الذي نال استحسان كبار شعراء لبنان فدعموه وقدموا له.

 ويتّخذ شعر منصور طابعاً إنسانيّاً شاملاً وبُعداً كونيّاً يترجم أدق الهواجس اللاإنسانية ويطرح الاسئلة التي تضع الإنسان في مواجهة مع ذاته، الامر الذي خوّله الحصول على جائزة ناجي النعمان الثقافيّة عام 2009 وشملت الجائزة طباعة ديوانه الأخير "يوغا في حضرة عشتار" وعلى جوائز وميدالياتٍ وأوسمةٍ عديدة لا يتسع المكان لذكرها.

مثّل منصور وطنه في المحافل الشعرية والمهرجانات الثقافية العربية والعالمية.والجدير ذكره أنّ قصائد الشاعر منصور تُدرّس في بعض كتب الأدب العربي في المناهج اللبنانية والعربيّة كما وترجمت بعض قصائده إلى لغات عدة كان آخرها ترجمة إلى اللغة الألمانية ضمن دراسة "أنطوبولوجيا" أعدّها معهد غوتّه الألماني...

صدر للشاعر:

متى التقينا 2004

انت الذاكرة وأنا 2007

قوس قزح 2007

كي لا يغار الأنبياء 2009

يوغا في حضرة عشتار   2010

أخاف الله والحب والوطن 2016

الأرض حذاء مستعمل 2016

فهرس الانتظار 2018