حافٍ ترابُ دمي
عارٍ من العتب الحميم عتابي
الوجدُ أتعبني ... الجمالُ عتا بي
يا مجدَ صور دخلتُ بحرك شاعراً
ونسيت محبرتي على الأعتابِ
هبني الكلام فما غمرتك مرةً
الا خسرتُ فمي غداة إيابي
هل ضاق ذرعك بي , وأنت مزوّجٌ
قدموس من لغتي ومن أعصابي؟
فاسمح لموجك أن يكون قصيدتي
وافتح سماءك كي تصير كتابي
***********
يا مجد صور . . .لبستُ وجهك عندما
طرقتْ نواطير العواصم بابي
لم كلما باهيتُ باسمك لملمت
أممٌ فتات صداي عن أثوابي؟
لم كلما فكرت فيك توقدتْ
نجمُ المدى... وتوهجت أكوابي؟
لكأن اسمك حبل ناقوس السماء
أدقهُ بفمٍ ,!. وكأس شراب
وكأن أعمدة القلاع تحولت
في قبضة التاريخ عودَ ثقاب
**********
مرّرت فرشاة الغناء على صدى
أيقونةٍ فوجدت بعض ترابي
وجهي شوارعك القديمة, لهفتي
الحارات. . صيادو الهوى أصحابي
حافٍ ترابُ دمي... خطاي الريح
إنّ الريح من شيمي ومن ألقابي
في الركن داوودٌ. . . هناك ممالك
الرومان. . . تلك مقابرُ الأغرابِ
وهنا ,متى جفّ الشتاء, تيمّمت
سحبٌ بكفيْ لهفةٍ وضبابِ
سجدت على أكتاف عامل فالقرى
قدس الصلاة وكعبة المحرابِ
ولصورَ أسرارُ الحكايةِ كلما
أحتسب الردىللعمر ألف حساب
زند الجنوب إذا استبد اسكندرٌ
حرقته بالايمان والأحطاب
من كلّ صوبٍ هيّأتْ بحراً لتملأ
فيه من قتلوا على الأبواب
من جاءها حُباً تراه شواطىء
الأزمان بالأحضان لا الأهداب
واذا أتاها بالطبول محاربٌ
نذرت لصون المجد خير شباب
سل عاديات الدهر سل أيار
سل تموز سل دمع الجنود بآب
لا سيف في غمدٍ ينام. . . ولا ترى
رمحاً جنوبياً بغير خضاب
رفعوا رؤوس المعتدين على القنا
وكرامة َ رفعوا يدَ الأعرابِ
مهدي منصور
شاعر لبناني، وأستاذ جامعي متخصص بالفيزياء والتربية، من مواليد 29 شباط، يعدُّ من أبرز الوجوه الشعريّة في لبنان والعالم العربي.
ابتدأ مشواره الشعري في برنامج المميزون الذي عرضته المؤسسة اللبنانيّة للإرسال عام 2003 حيث حصد الميداليّة الذّهبيّة عن فئة الشعر المرتَجَل.
صقل منصور موهبته الشعريّة وأفقه الإبداعي عبر دراسته وتدريسه الادب العربيمن جهة ودراسته الفيزياء والرياضيات التطبيقية والتربية حتى نال شهادةالدكتورة في فيزياء الكم.
لعلّ أبرز المحطّات التي كرّست اسم الشاعر مهدي منصور عربيّاً كانت مشاركته في برنامج أمير الشعراء 2008 الذي تنتجه وتبثّه قناة ابوظبي الفضائيّة حيث نال الشاعر جائزة لجنة التحكيم.
في شعر مهدي منصور، تنسجم الاصالة وhلحداثة معاً انسجاماً تامّاً حتى لكأنهما تبدوان قبلتين لثغر واحد، فهو يكتب بلغة عصره ويتعمق في التجارب الشعريّة الحديثة، ولكنّه يحافظ على الإيقاع الموسيقي الساحر الذي يميّز الشعر العربي، الأمر الذي نال استحسان كبار شعراء لبنان فدعموه وقدموا له.
ويتّخذ شعر منصور طابعاً إنسانيّاً شاملاً وبُعداً كونيّاً يترجم أدق الهواجس اللاإنسانية ويطرح الاسئلة التي تضع الإنسان في مواجهة مع ذاته، الامر الذي خوّله الحصول على جائزة ناجي النعمان الثقافيّة عام 2009 وشملت الجائزة طباعة ديوانه الأخير "يوغا في حضرة عشتار" وعلى جوائز وميدالياتٍ وأوسمةٍ عديدة لا يتسع المكان لذكرها.
مثّل منصور وطنه في المحافل الشعرية والمهرجانات الثقافية العربية والعالمية.والجدير ذكره أنّ قصائد الشاعر منصور تُدرّس في بعض كتب الأدب العربي في المناهج اللبنانية والعربيّة كما وترجمت بعض قصائده إلى لغات عدة كان آخرها ترجمة إلى اللغة الألمانية ضمن دراسة "أنطوبولوجيا" أعدّها معهد غوتّه الألماني...
صدر للشاعر:
متى التقينا 2004
انت الذاكرة وأنا 2007
قوس قزح 2007
كي لا يغار الأنبياء 2009
يوغا في حضرة عشتار 2010
أخاف الله والحب والوطن 2016
الأرض حذاء مستعمل 2016
فهرس الانتظار 2018