قصيدة الصغار
القصيدة التي أهديتها للشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد بعد لقاء على ضفة النيل صبيحة سبت ملوّن بريش الأطفال...وقتها أخبرني عن ابنائه الموزعين على القارّات ووحده مع أم خالد يشربان قهوة الذكريات...
الصغار الذين يغنّون في آخر الحيِّ..
لم يعرفوني...
ولم يعرفوا أنّ طفلاً تعثّر بالعمرِ في طابق مهملٍ..
كل يومٍ يغنّي لهم معهم..
وحدهم يرفعون معي جثّة الذكرياتِ بلا وجعٍ..
وحدهم يدفنون الأغاني بضحكاتهم..
وحدهم يحفرون المواعيد بالوقتِ أو بنعالٍ غبيٍّ
وهم وحدهم يلعبون على بيدر الكلماتِ ولا يرفسون المعاني...
الصغارُ..وهم يلحقونَ بزيزانِ أصواتهم..
بعضهم من يعلّقها بخيوط الهواءْ
بعضهم يحبسون بقنينةِ الماء أصواتهم
بعضهم ينتشي حين يطلقها حرّةً..
يتخيّل طائرةً أقلعت من حنينٍ تلبّدَ في رئتيهِ إلى جهةٍ في فضاء الفضاءْ
الصغارُ..وهم يلعبونَ على بركة الحاجة المغربيةِ..
أو يسرقونَ سفرجلّ أرضِ القماطيِّ
يا ليتهم عرفوا مرّةً أنّ شاعر هذي القصيدةِ في ضجة العمرِ
ليس له غيرُهم أصدقاءْ
ليتهم يسمعونَ صدى وحشتي الآن..
يا ليتهم يعرفونَ بأني أغنّي لهم معهم
أصلّي لزيزانِ أصواتهم وهي تجعلُ قوس المدى موعداً لولبياً مع الكلماتِ...
أصلّي لأمتدحَ الأرضَ..جدّتنا الكرويّة وهي تقهقه حين يجنّ الصغارُ على وجنتيها
أصلّي لكي لا يصيروا كباراً..ولا شعراء...
أصلّي وحيداً إذا ما رفاقي الصغارُ أراقوا شجايَ بأحلامهم...
مثل نافذةٍ من رؤى فتحتها على ظلمتي الأبدية شاعرةٌ في السماءْ
شاعر لبناني، وأستاذ جامعي متخصص بالفيزياء والتربية، من مواليد 29 شباط، يعدُّ من أبرز الوجوه الشعريّة في لبنان والعالم العربي.
ابتدأ مشواره الشعري في برنامج المميزون الذي عرضته المؤسسة اللبنانيّة للإرسال عام 2003 حيث حصد الميداليّة الذّهبيّة عن فئة الشعر المرتَجَل.
صقل منصور موهبته الشعريّة وأفقه الإبداعي عبر دراسته وتدريسه الادب العربيمن جهة ودراسته الفيزياء والرياضيات التطبيقية والتربية حتى نال شهادةالدكتورة في فيزياء الكم.
لعلّ أبرز المحطّات التي كرّست اسم الشاعر مهدي منصور عربيّاً كانت مشاركته في برنامج أمير الشعراء 2008 الذي تنتجه وتبثّه قناة ابوظبي الفضائيّة حيث نال الشاعر جائزة لجنة التحكيم.
في شعر مهدي منصور، تنسجم الاصالة وhلحداثة معاً انسجاماً تامّاً حتى لكأنهما تبدوان قبلتين لثغر واحد، فهو يكتب بلغة عصره ويتعمق في التجارب الشعريّة الحديثة، ولكنّه يحافظ على الإيقاع الموسيقي الساحر الذي يميّز الشعر العربي، الأمر الذي نال استحسان كبار شعراء لبنان فدعموه وقدموا له.
ويتّخذ شعر منصور طابعاً إنسانيّاً شاملاً وبُعداً كونيّاً يترجم أدق الهواجس اللاإنسانية ويطرح الاسئلة التي تضع الإنسان في مواجهة مع ذاته، الامر الذي خوّله الحصول على جائزة ناجي النعمان الثقافيّة عام 2009 وشملت الجائزة طباعة ديوانه الأخير "يوغا في حضرة عشتار" وعلى جوائز وميدالياتٍ وأوسمةٍ عديدة لا يتسع المكان لذكرها.
مثّل منصور وطنه في المحافل الشعرية والمهرجانات الثقافية العربية والعالمية.والجدير ذكره أنّ قصائد الشاعر منصور تُدرّس في بعض كتب الأدب العربي في المناهج اللبنانية والعربيّة كما وترجمت بعض قصائده إلى لغات عدة كان آخرها ترجمة إلى اللغة الألمانية ضمن دراسة "أنطوبولوجيا" أعدّها معهد غوتّه الألماني...
صدر للشاعر:
متى التقينا 2004
انت الذاكرة وأنا 2007
قوس قزح 2007
كي لا يغار الأنبياء 2009
يوغا في حضرة عشتار 2010
أخاف الله والحب والوطن 2016
الأرض حذاء مستعمل 2016
فهرس الانتظار 2018