| في الإعلام

جريدة السفير


http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionID=2227&ChannelID=53413&ArticleID=1012

هي محاولة، قد تتأتى عنها محاولات أخرى قريبا، متطورة بشكل أكبر، وربما نتج عنها لاحقا عمل يملك كلّ مقومات العرض الناجح. لكنّ المحاولة لم تكن مألوفة بالمعنى الدارج للكلمة، إذ في مزاوجتها بين صوت الشاعر وصوت المطربة (وفرقتها الموسيقية) حاولت أن تقدم تجربة لا يمكننا أن نغض الطرف عنها، من حيث أنها تجربة جديدة إلى حدّ كبير، على الأقل في ما نراه ونشاهده على خشبات مسارحنا. 

هكذا بدا عرض «رسل البيادر» الذي جمع مساء أول من أمس الخميس، الشاعر مهدي منصور والفنانة جنفياف يونس، في أمسية شعرية فنيّة غنائية، على مسرح بابل، ضمن برنامجه لشهر رمضان.

السؤال الحقيقي الذي يطرح، هو حول مفهومنا للشعر، كيف نراه، وكيف نريده اليوم. أي هل أصبحنا في حاجة إلى فنيّات أخرى داعمة كي نستمع إلى أمسية شعرية؟ ثمة اختلافات عدة، تُسيرنا بالتأكيد في عملية تلقي الشعر. منّا من يرى أنّ عليه أن يكون عاريا بالكامل، أي أن تقرأ القصيدة فقط، ليحدد الشعر مصيره بنفسه. ومنّا من يرى اليوم أن بعض المصاحبة الموسيقية قد تفيده بمعنى من المعاني، على الأقل من حيث جلب الجمهور. لكن في ذلك كلّه، يبقى الشعر هو الأساس، إذ لم يكن مرة في حاجة إلى جماهير وافرة كي يثبت حضوره، لأن الشعر حين يحتاج إلى ذلك معناه أن ثمة خللاً ما.

وأعتقد أن ما قرأه مهدي منصور من قصائد (تراوحت بين العامية والموزون... الخ) في هذه الأمسية، يمكن له أن يتناسق وحده، وأن يقف من دون أيّ مسوغات أخرى. لكن هي تجربة، ولا بأس من الاستماع إلى العديد من التجارب الفنيّة، وربما لحظة المشاركة التي يجب أن تتطور أكثر، بمعنى أن تفرد لها المساحة، تكمن في القراءة المشتركة، حيث حمل صوت الفنانة يونس القصائد بطريقة أخرى ليقدم لها مقتربا آخر. لذلك بدت أحيانا الوصلات الغنائية الأخرى (استعادة أغنيات لفيروز، وموشحات وغيرها) كأنها خارج السياق، إلا إذا اعتبرنا أننا كنّا أمام عملين منفصلين بمعنى من المعاني: الأول شعري والثاني غنائي. لكن في أي حال، ثمة الكثير من المساحات المشتركة التي كان يمكن لها أن تتكاتف أكثر لتُخرج عملا بطريقة أخرى.

هي محاولة. وما الشعر والفن في نهاية الأمر سوى هذه المحاولة المستمرة. فحين تنتفي هذه المغامرة، لا بدّ من أن يفقد الفن دوره برمته.

اسكندر حبش



الشاعر مهدي منصور

شاعر لبناني، وأستاذ جامعي متخصص بالفيزياء والتربية، من مواليد 29 شباط، يعدُّ من أبرز الوجوه الشعريّة في لبنان والعالم العربي.

ابتدأ مشواره الشعري في برنامج المميزون الذي عرضته المؤسسة اللبنانيّة للإرسال عام 2003 حيث حصد الميداليّة الذّهبيّة عن فئة الشعر المرتَجَل.

صقل منصور موهبته الشعريّة وأفقه الإبداعي عبر دراسته وتدريسه الادب العربيمن جهة ودراسته الفيزياء والرياضيات التطبيقية والتربية حتى نال شهادةالدكتورة في فيزياء الكم.

لعلّ أبرز المحطّات التي كرّست اسم الشاعر مهدي منصور عربيّاً كانت مشاركته في برنامج أمير الشعراء 2008 الذي تنتجه وتبثّه قناة ابوظبي الفضائيّة حيث نال الشاعر جائزة لجنة التحكيم.

 في شعر مهدي منصور، تنسجم الاصالة وhلحداثة معاً انسجاماً تامّاً حتى لكأنهما تبدوان قبلتين لثغر واحد، فهو يكتب بلغة عصره ويتعمق في التجارب الشعريّة الحديثة، ولكنّه يحافظ على الإيقاع الموسيقي الساحر الذي يميّز الشعر العربي، الأمر الذي نال استحسان كبار شعراء لبنان فدعموه وقدموا له.

 ويتّخذ شعر منصور طابعاً إنسانيّاً شاملاً وبُعداً كونيّاً يترجم أدق الهواجس اللاإنسانية ويطرح الاسئلة التي تضع الإنسان في مواجهة مع ذاته، الامر الذي خوّله الحصول على جائزة ناجي النعمان الثقافيّة عام 2009 وشملت الجائزة طباعة ديوانه الأخير "يوغا في حضرة عشتار" وعلى جوائز وميدالياتٍ وأوسمةٍ عديدة لا يتسع المكان لذكرها.

مثّل منصور وطنه في المحافل الشعرية والمهرجانات الثقافية العربية والعالمية.والجدير ذكره أنّ قصائد الشاعر منصور تُدرّس في بعض كتب الأدب العربي في المناهج اللبنانية والعربيّة كما وترجمت بعض قصائده إلى لغات عدة كان آخرها ترجمة إلى اللغة الألمانية ضمن دراسة "أنطوبولوجيا" أعدّها معهد غوتّه الألماني...

صدر للشاعر:

متى التقينا 2004

انت الذاكرة وأنا 2007

قوس قزح 2007

كي لا يغار الأنبياء 2009

يوغا في حضرة عشتار   2010

أخاف الله والحب والوطن 2016

الأرض حذاء مستعمل 2016

فهرس الانتظار 2018