| في الإعلام


حصاد الثقافة العربية في عام 2014


بعد ثلاث سنوات من اندلاع الانتفاضات العربية، هل ولدت هذه الانتفاضات أدبا نابعا من روح المرحلة التي ولد بها؟ وهل حققت ما هو منتظر منها؟

ليس من السهل اختصار أو تحديد دور ثابت للأدب. ولكن يمكن أن نتفق أنّ الأدباء الكبار ينالون جوائز بحجم نوبل لما كان لنتاجهم من دور في تعريف العالم بواقعهم والتعبير عن تحولات أممهم ورصدها. من جهم أخرى أرى أن من وظائف الأدب الكبرى طرح الأسئلة الوجودية والأنسانية ولا ضير أن ولدت منطلقة من واقعهم. من هنا أجزم أن الأدباء تفاوتوا بين عواصم الثورات العربية أو فيها، بمقدار الزمن الي استغرقوه لفهم هذه الظواهر واستيعابها، بعيداً عن القيمة الأدبية لما قدموه. طبعاً ليس مطلوباً من الكتاب، من جهة أخرى، أن ينتجوا بشكل مباشر وآني بل بشكل رؤيوي خصوصاً في عصر السرعة، فهو ليس إعلامياً كما أن القصيدة ليس خبراً عاجلاً.  لذا نجد أن المجموعات الشعرية التي بدأت تصدر أخيراً مشحونة بالتبدلات الإقليمية وأثرها على الكتاب ويظهر ذلك جلياً من خلال الحقول المعجمية الجديدة والصور التي تحتشد بكل فوضوية جميلة كما احتشدت الجماهير في الساحات العامة. ولكنها، وقد ولد معظمها من روح المرحلة، ما زالت تحتاج إلى عمليه هضم فكرية لنقول أنها حققت المنتظر منها. والسبب يعود إلى سببين: الأوّل، وبكل صراحة، يكمن في أنّ الانتفاضات العربية ليست واضحة الأهداف دائماً، أما الثاني يكمن في التعاطي المشحون مع حرارة الموقف.

 

ما هي أبرز الظواهر الثقافية التي غزت الساحة العربية في العام الجاري، وشكلت استجابات لاسئلة او تحديات أو أفكار شاغلة؟

في أوطان الحرب لا غرو أن نسمي السلام بالظاهرة. كان جليّاً في كثير من الأعمال التي تم إنتاجها خلال العام المنصرم، أن الإنسانية آخذة بالتفتح كرأس دوار الشمس، وكأنّ العربي اقتنع أخيراً أن العالم أكثر رحابة خيمته الفكرية أو من مشاكله الفردية. كانت النصوص بمعظمها وليدة التقدم العلمي وأكثر بساطة كأنها ولدت في نقاشات مواقع التواصل الإجتماعي ونشرت بعد تربية وتنسيق في مختبرات الكتابة. وأستشرف أن ذلك سينمو بشكل أفضل في خلال المرحلة القادمة.

مع الربيع العربي شهدت ثقافة الشارع قفزة نوعية، هل يمكن الحديث عن جديد حملته إلى الثقافة العربية ثقافة الشارع في مواجهتها للتحديات التي فرضتها التحولات العاصفة هل حملت جديدا يتصادم مثلا مع العناصر التقليدية الكهلة للثقافة العربية؟

لا ثقافة في الغرف المغلقة. الثقافة في الشوارع قبل أن تكون في أي مكان آخر. الثقافة كائن أفقي لمّا كان الاختصاص كائناً عمودياً، والأفقية تحتاج إلى أفق ومسطحات، إلى ساحات عامة تستوعب الحشد البشري والفكري. وما الثورة على الموروث السياسي غير غليان في الجسد العربي للثورة على الموروث العام. النص حديثاً جاء، والأسلوب أقرب إلى النهر منه إلى المستنقع، كأن شيْءَ ليشرب منه العابرون جميعاً لا ليقدّم على طاولة الإقطاع الثقافي، وهنا نستطيع أن نعلن بالفم الملآن عما يولد من تدوالٍ للسطلة الأدبية والشعرية والإعلامية غير آبهين لبطش جنود الحكام أو حراس الهيكل.

 

ما هي حصة الأدب النسوي من المنجز الثقافي العربي في العام الجاري وما رأيك به؟

أهم من إنجاز الأدي النسوي برأيي أن كان هناك فصلٌ بين المرأة ككائن يستحق الغزل وينسحب ذلك على أي عمل تقدمه من أدب أو غير ذلك، والمرأة التي تنتج عملاً نراه بموضوعية ونقد. كما أن ذلك انسحب على رفع الغطاء عن الأسماء المكرسة التي تنتج بالإسم أكثر ما تنتج بالمسمّى. فقد استطاع الجمهور الحقيقي أن يقول لأحلام مستغانمي بعد قراءة عملها (الشعري) الأخير "عليك اللهفة" أنه أضعف من أعمالها التي حملتها إلى منازل الأثرياء والفقراء على حدٍّ سواء.

 

ما هي أفضل الكتب التي قرأتموها خلال العام في الشعر والرواية والفكر والحقول الأخرى التي تهتمون بها؟

رغم انه من الاستحالة بمكان اختصار الأسماء بكلمة أفضل، هذا لأن ثمة أعمالا كثيرة متميزة في المجال نفسه من جهة أو لأنني لم أطلع على كل شيء أو لم أكمل برنامجي في القراءة بعد. إلا أنني سأحاول الجدولة كالتالي:

في الشعر العربي: صلاة لبداية الصقيع لـ عباس بيضون و كأنه ليل لـ طاهر رياض.

في الشعر العالمي: مائة قصيدة كولومبية ترجمة محسن الرملي عن دار المدى

 

في الرواية العربية: لا طريق إلى الجنة لـ حسن داوود و"حرمة" لـ علي المقري الصادرتين عن دار الساقي.

في الرواية العالمية: سحب عابرة لـ كاميلو خوسية ثيلا

في الفلسفة: الفلسفة والفيزياء لـ هايزنبرغ عن دار الحوار - الفينومينولوجيا-المنطق لـ إدمون هسرل ترجمة يوسف سلامة.

في العلم: "الكون الأنيق" لـ براين غرين رغم أنه صدراً سابقاً.

في الفكر: دروس التفكيك-الإنسان والعدمية لـ حسام نايل

في النقد:في الثقافة والنقد لـ اسحاق الشيخ يعقوب عن دار الفارابي.

 

في هذا السياق هل يمكن مثلا تسمية أفضل خمس روايات عربية صدرت في العام الجاري، على اعتبار ان الرواية يمكن أن تكون أقدر من غيرها من فنون الكتابة على التعبير عن التحولات الاجتماعية؟

1- لا طريق إلى الجنة لـ حسن داوود

2-الحياة عندما تصبح وهماً لـ ياسين رفاعية.

3- ألماس ونساء لـ لينا هويان الحسن

4- لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة – خالد خليفة

5-"حرمة" لـ علي المقري

 

لطالما كان المسرح تعبيرا عن أصوات المجتمع، هل يمكن الحديث عن مسرح عربي خلال العام الجاري عبر عن أصوات المجتمع؟

لم يضرب المسرح العربي كما فعل المسرحيون العرب. المسرح من أهم الأعمال الأدبية وتضخيمه حيناً وإدخاله في العشوائيات احياناً جعل الناس ترهبه بشكل أو بآخر فقلّ الإنتاج والمتابعة ولكن أجزم أن في العالم العربي مسارح وخشبات تقدّم أعمالاً ترقى إلى العالمية ولكن عدساتنا تضيق عليها ونقدنا لا يلعب دوره كما يجب. المسرح يطوّر نفسه، مثلاً مسرح منير أبو دبس ينتج ممثلين جدداً ونصوصاً تجريدية وتجديدية ونقيس على ذلك محالات عديدة في العالم العربي. كان نعيمة يقول: المارد يخرج من القمقم وأستشرف نهضة على المستويات كافة ولكن ليس قبل عشرين سنة.



الشاعر مهدي منصور

شاعر لبناني، وأستاذ جامعي متخصص بالفيزياء والتربية، من مواليد 29 شباط، يعدُّ من أبرز الوجوه الشعريّة في لبنان والعالم العربي.

ابتدأ مشواره الشعري في برنامج المميزون الذي عرضته المؤسسة اللبنانيّة للإرسال عام 2003 حيث حصد الميداليّة الذّهبيّة عن فئة الشعر المرتَجَل.

صقل منصور موهبته الشعريّة وأفقه الإبداعي عبر دراسته وتدريسه الادب العربيمن جهة ودراسته الفيزياء والرياضيات التطبيقية والتربية حتى نال شهادةالدكتورة في فيزياء الكم.

لعلّ أبرز المحطّات التي كرّست اسم الشاعر مهدي منصور عربيّاً كانت مشاركته في برنامج أمير الشعراء 2008 الذي تنتجه وتبثّه قناة ابوظبي الفضائيّة حيث نال الشاعر جائزة لجنة التحكيم.

 في شعر مهدي منصور، تنسجم الاصالة وhلحداثة معاً انسجاماً تامّاً حتى لكأنهما تبدوان قبلتين لثغر واحد، فهو يكتب بلغة عصره ويتعمق في التجارب الشعريّة الحديثة، ولكنّه يحافظ على الإيقاع الموسيقي الساحر الذي يميّز الشعر العربي، الأمر الذي نال استحسان كبار شعراء لبنان فدعموه وقدموا له.

 ويتّخذ شعر منصور طابعاً إنسانيّاً شاملاً وبُعداً كونيّاً يترجم أدق الهواجس اللاإنسانية ويطرح الاسئلة التي تضع الإنسان في مواجهة مع ذاته، الامر الذي خوّله الحصول على جائزة ناجي النعمان الثقافيّة عام 2009 وشملت الجائزة طباعة ديوانه الأخير "يوغا في حضرة عشتار" وعلى جوائز وميدالياتٍ وأوسمةٍ عديدة لا يتسع المكان لذكرها.

مثّل منصور وطنه في المحافل الشعرية والمهرجانات الثقافية العربية والعالمية.والجدير ذكره أنّ قصائد الشاعر منصور تُدرّس في بعض كتب الأدب العربي في المناهج اللبنانية والعربيّة كما وترجمت بعض قصائده إلى لغات عدة كان آخرها ترجمة إلى اللغة الألمانية ضمن دراسة "أنطوبولوجيا" أعدّها معهد غوتّه الألماني...

صدر للشاعر:

متى التقينا 2004

انت الذاكرة وأنا 2007

قوس قزح 2007

كي لا يغار الأنبياء 2009

يوغا في حضرة عشتار   2010

أخاف الله والحب والوطن 2016

الأرض حذاء مستعمل 2016

فهرس الانتظار 2018