
مقابلة لوكالة أخبار الشعر
1-برز إسمك في برنامجي:"المميزون" و "أمير الشعراء" ما هو تعليقك على هذه البرامج؟
إن تركيز الإعلام العربي على برامج فنية ترضي الفئة الشابة في المجتمعات هو أمر مقبول ضمن حدود المنطق..أما وقد انصرف إعلامنا تماما إلى ذلك العالم الجميل إنما الأعمى الذي يرقص بلا وعي على مسرح الحياة ليمتع القلوب أحيانا وليدوس على إبداعاتها وإرهاصاتها وتأملاتها أحيانا أخرى فهذا أمر خارج المقبول.. فنحن إذن أماlمشكلة الطفرة الفنية , ما يعزّز الحاجة إلى برامج ثقافية تلقي الضوء على المواهب سيما الشابة والمبتدئة منها..والجدير بالتنويه هنا إلى ان قناة الأل بي سي اللبنانية تجري برنامجا ثقافيا كالمميزون مرّة كل عشر سنوات في حين أن أبو ظبي كمؤسسة وعاصمة للثقافة العربية تتبني إطلاق أسماء جديدة سنويا وإظهار مواهب مغمورة في المحكيّة والفصحى وبشكل دوري هذا وتقدّم للعالم العربي إلى جانب المراهب الشابة أسماء لامعة وبارزة بحيث أنها تستضيف الكبار لتعزيز مكانة الأدباء والشعراء الجدد...
بالعودة إلى سؤالك الكريم أقول إن برنامجا بحجم المميزون أخرج الورد من بذاره والطيب من اكمامه..أضاف إلى العالم نسمة ما..حرّك روح الطموح والإبداع والمثابرة في المشاهدين ولا اتوقف عند فقرة الشعر هنا بل اتخطى ذلك إلى الحساب الفوري والمعلومات العامة وما إلى ذلك من نوافذ مدهشة.. وانا أعترف أن هذا البرنامج وضعني في دائرة التحدي مع الذات فالوقوف امام الكاميرا لارتجال الشعر بنصف ثانية أمر يحتاج الممارسة والعناء وهو ليس تحديا لإمتاع المشاهد بقدر ما هو محاولة لصمود امامه ليرسم الصورة الأبهى عن البرعم الشعري الذي يتعرف عليه...أما برنامج أمير الشعراء فهو نسخة مكبرة من برنامج المميزون على المستوى الأدبي..ففي الاول كان للمواهب المتعددة الحظ في الظهور والمنافسة ضمن فقرات محدودة تاخذ شكلا أفقيا..أما أمير الشعراء فيأخذ شكلا عموديا إذ يهتم بموهبة واحدة ألا وهي الشعر ويذهب بها إلى أرقى تجلياتها وأعمق هواجسها..أما انا وقد صلبت أيامي على خشب البرنامجين أرجو أن تسمح لي المحاولة الشعرية بالنزول إلى وادي عبقر ثم أصعد إلى سماء الحب والجمال المنشود في قيامة شعرية.
2-ما هي وظيفة الشعر المعاصر؟
إن وظيفة الشعر - كوظيفة الفن منذ كان- هي تهذيب الإنسان ومناصرة قضاياه وملئه بالأمل في زمن الإنكسارات والحماسة والشجاعة في زمن الإنتصارات..ألشعر هو قارورة عطر يرش منها الجمال على هذه الأرض القاحلة كلما اشتدّ صقيع الحياة وضاق الليل ذرعا في سفوح الأيام...كل شاعر نسمة سماوية تمشي على قدمين..إن امة بلا شعراء ورسامين وفنانين لهي أمة خرساء لا تكلم التاريخ وكاتبيه, وعمياء لا ترى الأمس وتعمى عن الحاضر فيعمى عنها المستقبل..
كان الشعر الفن الأبرز عند العرب وقد عقدت الأمة الآمال عليه ليكون سمتها واسمها وسميّها وباب سمسمها الذي تفتحه الأحداث والحكمة والحماسة والفخر..أما اليوم فقد صدئ الباب وتغير ولم يعد الفخر وحتى الحكمة مفتاحا صالحا لولوج عالم الإبداع أما الحماسة والتأريخ بقصيدة الحدث فهو مفتاح يؤدي نصف الغرض..فالشعر-على تعدد مبانيه- بات واحة في صحراء خيباتنا العربية حيناً..ومسكنا هنديّا ناجعاً نتناوله مرة مع العشاء لنسيان آلامنا أحيانا أخرى..وهو في الحقيقة لم يكن لهذه ولا لذاك, الشعر كاميرا أحمد الزويّل(وهو العربي الحائز على نوبل في الكيمياء) تلتقط الصورة بسرعة التفاعل الكيمائي وبقدرة فائقة على الإنتباه لأدق تفاصيلها..تضيء لحظة واحدة لتريك العالم المظلم مضيئا لهينية وتمضي إلى مكان آخر..ولكن الكثير من الناس نيام أو يقظى لكن بلا بصيرة الحب فمن رأى كان من المرضيّين أما النيام لا ينتبهون إلا إذا ماتوا..
وظيفة الشعر هي تنقية هذا العالم من زوان البيادر ليلمع قمح السماء في حقول الجغرافيا...وهي محاولة جدية لزيادة منسوب الجمال على هذه الأرض وبالتالي على كل نقطة يصل النور إليها أينما كانت...
3-ما هو رأيك بقصيدة النثر وهل تسميها شعرا؟
أنا لا أحب لغة التنظير..ولا أعتقد أن التسميات هي الطريقة الأنجع لخلاص الشعر..إن ارتهان شعرائنا وخصوصا الكبار منهم إلى مناظرات تناقش المبنى والإسم متجاهلة المضمون والمسمى لهو خطأ بحق الشعرسيذكره التاريخ.
أنا أتفهم جيدا نظرية التطوّر وإن ماء لا يمشي هو ماء آسن وكوكب لا يدور حول مصدر حياته وطاقته ,كما يطوف الحجيج اعترافا بجميل الله عليهم, هو كوكب ليس جديرا بالحياة..لذلك تطور اللغة, بما في ذلك من نحت وتطوير في المعاني والمفردات, هو امر أكثر من ضروري..ثم أن تطوّر المباني هو أمر مبرّر شرط أن ينبثق عن موهوب حقيقي وشاعر متمرّس سلك الشعر من بذوره إلى حداثته وأن هذا التطور لم يهبط فجأة على الشعر العربي إنما هي نهضة إنسانية شملت العلوم والآداب والفلسفة والتكنولوجيا العالمية..ولي مقال يربط بين تطور الشعر والفيزياء يوضح كيف أن الفيزياء الحديثة كانت متجانسة مع ذاتها وسابقتها والملفت أن أول قانون سنّه آينشتاين يوكد أن قوانين الفيزياء الكلاسيكية صالحة في عوالم الفيزياء الحديثة وظل كل أرباب الحداثة العلمية متمسكين بقدسية العلماء القدامى حتى أنهام صنفوا نيوتن على أنه العالم الأول بين الآتين والسابقين اعترافا بالكلاسيكية وأهميتها..أطرح هذا النقاش لأسقطه على التطور في الشعر الذي لا يبعد كثيرا عن أي مجال آخر-باعتبار أنني موحد وأعيد كل التناقضات والمتفرقات إلى أصلها الواحد الأحد- لأتمنى لو كان الشعر حديثه متجانسا من قديمه فلا هذا يلغي ذلك ولا العكس..بل يتكامل الجمال بمعناه ويفيض الحب بغِناه ويتباهى الشعر بغُناه.
ولكن الموضوع الآن خرج عن السيطرة فبسبب هذا الإنفتاح الطيب نتج انفلات غير مقبول فكثر (الشعراء) وقلّ الشعر وصار يكفي أن تركب جملا بلا غرض فني وكلمات متنافرة في جملة غير مفيدة لتقول أنك شاعر وتنطق باسم الأمة وهواجسها..علما أنني أحترم كل محاولة وأقدر كل كلمة ولست مخوّلا-لا انا ولا الآخرين- لرمي الألقاب والتهم ومنع الآخرين من إبداء آرائهم التي أجل وأحترم إنما على الانبياء أن يتسموا بمكارم الأخلاق والرسالات والمعجزات قبل أن يكونوا من حملة الكتب...وأقر أنني مؤمن أن التفعيلة ما زالت قادرة على تأدية غرضها كما كانت منذ ألف عام ولا زالت وسيلة ناجعة للتعبير وقادرة على الوصول بشكل أسرع وأفضل من أي مبنى آخر.
4-ما هو سبب انحسار علاقة الشعر بالشباب الجامعيين؟
مشكلة شبابنا الجمعي هي مشكلة ثقافة بالدرجة الأولى وليست مشكلة رغبة بقراءة الشعر او متابعة الفن بشكل عام. إن عالمنا العربي هو عالم مؤدلج ويتنفس من عبوات الأوكسجين الذي يفرضها عليه السياسيون ويتكلم بلسان السلطان ويحلم بالهامش المسموح من الأحلام.وهذا ما أسسوا له في مدارسنا في مناهجنا التعليمية وفي حياتنا العملية..إن قمع الطلاب على مقاعد الدراسة وتلقينهم العلم بدلا من تعليمهم الحياة هو المقدمة للخمول العقلي والرضوخ السياسي والقناعة السلبية بواقع لا يتمناه أحد. لذلك لا يخفى على القارئ أن الشباب العربي بأغلبيته ينصرف إلى ساعات من مشاهدة كرة القدم ويدخل في قمار كروي أحيانا وانتحار عائلي بسبب الهوس بمباراة ما ولا يعطي ساعة من يومه لقراءة أدبه المعاصر أو القديم. ثم أن نافذة أوسع ترى المجتمع بأسره يتلطى بفيئها وهي نافذة الفن غناء ورقصا..وما تعليل ذلك إلا محاولة للهروب من الواقع الأعمى الذي يسير بنا إلى ما يريد ولا ندري..إن نجاح أهم شاعر عربي يلقي قصيدة في مدينة مؤدلجة لا يتوقف على إبداعه ولا على ثقافته ولا على سرعة بديهته بل على طرحه اسما سياسيا أو إشارة حزبية لترى وقتذاك الناس سكارى وما هم بسكارى.
إن السياسة والثقافة العربية ليستا المشكلة بين الكاتب والمتلقي طبعا, بل يتحمل الشعراء أيضا مسؤولية كبيرة في توعية المجتمع والدخول إلى الوجع والحس الإنسانيين.. إلى ما وراء السياسة والأيديولوجيا ..إلى الحب..إلى المفاهيم السامية لتحرك جمرا ما تحت الرماد الجهل العام وإلا سيظل الشعر ناياً نائياً يعزف لا يَسمعُ ولا يُسمَع لأن لا حياة لمن ينادي ولأن صوته تائه بين برجه العاجي وسماواته البعيدة.
5-بمن تأثرت من الشعراء ولمن تقرأ؟
قبل أن أتأثر بأي شاعر تأثرت بدراستي الجامعية-الفيزياء- وهي التي كونت لي نواة أبني على أساسها وجهة نظري في العديد من المواضيع..وها هي الآن الآن تذكرني بنظرية شهيرة تتعلق بفيزياء الكم..مفادها أن فراشة تهز بجناحها في الصين لا بد أن تؤدي إلى اهتزازات في باريس وما أبعدهما جغرافيا..من هنا نقول محال أن تقطف زهرة في الأرض دون أن تهتز لك نجمة في السماء..وإذا كان لأي نشاط وأية حركة أثر في الكون كله على امتداده كيف لي ألا اتأثر بقراءاتي ومشاهداتي..
لذلك أنا تأثرت ومنذ سنيّ الدراسة بالشعر العربي الأموي والعباسي سيما سيدنا المتنبي ثم أني أحببت الشعر في الاندلس والإنحطاط إنما لم أتأثر به ولم يعنِ لي الكثير..إلا أن شعراء النهضة من خليل مطران والاخطل الصغير وكل هذه الكوكبة من الرواد تغلغلت في دمي وذهبت عميقا في المعاني..ثم كيف لا يتأثر شاعر عربي بالكبار امثال نزار ودرويش..هما إمامان من أئمة الجمال على هذا الكوكب سيما أثر الفراشة التي ذكرت والذي كان اسما لفيلم من جزأين هو أيضا اسم كتاب لمحمود درويش الذي تأثرت بتجلياته منذ "جداريته" حتى القصائد التي ما زال يكتبها بحضرة غيابه..هذا ولا أستثني أحدا من الشعراء العرب والغربيين فالإنسان أسير ما يقرأ وطليق ما يحلل فقراءاتي للشعراء الكبار المخضرمين واضح وجلي في كتاباتي.
6-ما الذي أعطتك اياه تجربتك الشعرية في أمير الشعراء بنسخته الثانية، وهل تشجّع الشعراء الشباب على خوض هذه التجربة؟
إن ما أعطانيه برنامج أمير الشعراء لم يستطع منبر عربي آخر أن يقدم نصفه لي...إن تجمع أسماء شعرية حقيقية ضمن فندق واحد لمدة زمنية ليست بقصيرة كفيلة أن تغنيك بما جاء به كل من ربعه وأرضه وثقافته.إن احتكاك يديك ببعضهما يعطيك الدفء العارم في أيام الشتاء..كذلك احتكاك فكر من هنا مع فكر من هنا وشعر بشعر يعيد إليك دف الثقافة في شتائها البارد .
وهنا أن أشجع كل زملائي الشعراء لدخول معترك المنافسة وألا يخافوا التصويت بل أن يثبتوا عن جدارة ما تفرض على المستمع أن يصوت لهم بدافع الحق والجمال لا العصبية والسياسة والقبلية وما إلى ذلك من آفات عربية وقانا الله شرّها وها انا مهدي منصور العبد الفقير إلى ربه أقر وأعترف انه لو أتيح لي شرف المشاركة في برنامج أمير الشعراء بنسخته ولو العاشرة ساترك أعمالي وآتي قلبا يطير فرحا...وشاعرا أعيد إليه هواؤه الذي يتنفسه.
7-العالم العربي واسع شعرياً وبالتالي لتنضج تجربة الشاعر عليه أن يسافر في آفاق الشعر ككلّ –هذا رأي مفترض_ فأين مهدي من هذا الأمر وأين ترى نفسك بين الاسماء المعروفة والمشهورة على هذا المستوى؟
العالم العربي مساحة واسعة جدا لتفاعل الثقافات ضمن اللغة الواحدة وإذا كان الجنوب هو الإتجاه الأقرب إلى قلب الموهبة يضم أكبر شعرائه فلكل بقعة عربية جنوب ولكل جنوب شعراء ولكل شاعر لغة وعالم خاص...أنا كشاعر أسعى وراء الجمال تماما كما يبحث الصياد عن رزقه بما في ذلك من مشقة وصبر..ولا أعتقد أن هناك سبيلاً أفضل من إبداعات العالم العربي للوصول إلى جمهور العالم العربي شرط أن تجدد وتكتب ذاتك...والقارئ الفذ يعلم أن نكهة شعر الشام مختلفة عن حرارة شعر الخليج وبعيدة عن عمق وآفاق الشعر المغربي إذن يمكن للمتذوق أن يجد التنوع المطلوب في بيته العربي مع التوصية الدائمة بالإطلاع على إبداعات الأوروبيين وشعراء جنوب أميركا لم في ذلك من غنى وثقافة...أما بالنسبة لكون إسمي من الأسماء المعروفة والمشهورة فاسمح لي أن أصوّب السؤال قليلاً فأنل ما زلت في عداد المغمورين والمبتدئين رغم كل ما انجزته..وانا أؤكد لنفسي قبل أي شخص آخر أن ثلاثة كتب شعرية وبعض الجوائز الأدبية من هنا وهناك لا تعني أنني شأعيش كشاعر واتنفس إلى ما بعد الموت...ثم أن ضرورة إقتناعي بهذا المبدأ هو من أهم دعائم النجاح الذي أسعى إليه,فالآن وبعد أكثر من عشر سنوات من الكتابة والمحاولة في هذا العالم بدأ لبنان بصدّق انني شاعر وبدأت وسائله الإعلامية تتبنى ما أقول وقرر بعض مسؤوليه أن يستمعوا إلى قصائدي وها أنا للمرّة الأولى أمثل اتحاد الكتاب اللبنانيين في البحرين الشهر القادم رغم الأسفار الكثيرة التي كان مصدرها الخارج والسعي الخاص والدؤوب.. وسبب ذلك اقتناع المسؤولين بموهبتي..إذن كيف لي أن يكون اسمي معروفا ومشهورا وأنا في بلدي ما زلت أخطو خطواتي الأولى ولم أستطع بعد أن أر وقع خطاي على رمل الزمن المرمري.
8-بيروت عاصمة عالمية للكتاب ماذا يعني لك هذا الحدث؟ وهل تجد أن بيروت ما زالت ثقافياً ملجأ الشعراء والأدباء والمبدعين في ظل المنافسة من العديد من العواصم العربية؟
بيروت منذ كانت ومنذ نعومة أطافرها وصلابة صحرتها كانت عاصمة عالمية للكتاب بسبب حرية النشر فيها ووفرة دور النشر التي ما انفكت تقوم بدورها الريادي في المجال الثقافي. ولكن ان أقول إن بيروت ما زالت ملجأ الشعراء والمبدعين فأقول إن حانات بيروت التي كانت بيت نزار ودرويش وكبار الشعراء العرب باتت اليوم عصرية المظهر فارغة من الثقافة والمبدعين فلا تكاد ترى شاعرا حقيقيا حتى تظن انك اصطدت شهابا في ليلة من ليالي آب...وقد تم إغلاق آخر ثكنة ثقافية في شارع الحمراء منذ شهر تقريباً بسبب انكسارها ماديا وكان ذلك بسبب الإنهزام التدريجي للثقافة امام ثورة الأنترنت والفاست فود وما إلى ذلك... ولكن أؤكد لكم أن كثيرا من العواصم العربية ليست أفضل حالا إلا ما رحم ربي وأرى رغم كل الإنكسارات التي تحصل في بيروت أنها ما زالت سيدة البحر وملهمة الشعراء وإن لم تأوهم كما يحبون فهي تغريهم كما تحب...ولذلك قلت في قصيدة ضياع الضوء:
يذبحني صمتُك يا بيروتُ اقتربي
أشعر أنك عني بعيدةْ
ضميني ولداً وضعيني في سوق البرغوتِ جريدةْ
يقرؤها الرائح والغادي
أبياتٌ من غير قوافٍ
وحبيبٌ من دونِ عقيدةْ...
إلا حبّك يا بيروت...
شاعر لبناني، وأستاذ جامعي متخصص بالفيزياء والتربية، من مواليد 29 شباط، يعدُّ من أبرز الوجوه الشعريّة في لبنان والعالم العربي.
ابتدأ مشواره الشعري في برنامج المميزون الذي عرضته المؤسسة اللبنانيّة للإرسال عام 2003 حيث حصد الميداليّة الذّهبيّة عن فئة الشعر المرتَجَل.
صقل منصور موهبته الشعريّة وأفقه الإبداعي عبر دراسته وتدريسه الادب العربيمن جهة ودراسته الفيزياء والرياضيات التطبيقية والتربية حتى نال شهادةالدكتورة في فيزياء الكم.
لعلّ أبرز المحطّات التي كرّست اسم الشاعر مهدي منصور عربيّاً كانت مشاركته في برنامج أمير الشعراء 2008 الذي تنتجه وتبثّه قناة ابوظبي الفضائيّة حيث نال الشاعر جائزة لجنة التحكيم.
في شعر مهدي منصور، تنسجم الاصالة وhلحداثة معاً انسجاماً تامّاً حتى لكأنهما تبدوان قبلتين لثغر واحد، فهو يكتب بلغة عصره ويتعمق في التجارب الشعريّة الحديثة، ولكنّه يحافظ على الإيقاع الموسيقي الساحر الذي يميّز الشعر العربي، الأمر الذي نال استحسان كبار شعراء لبنان فدعموه وقدموا له.
ويتّخذ شعر منصور طابعاً إنسانيّاً شاملاً وبُعداً كونيّاً يترجم أدق الهواجس اللاإنسانية ويطرح الاسئلة التي تضع الإنسان في مواجهة مع ذاته، الامر الذي خوّله الحصول على جائزة ناجي النعمان الثقافيّة عام 2009 وشملت الجائزة طباعة ديوانه الأخير "يوغا في حضرة عشتار" وعلى جوائز وميدالياتٍ وأوسمةٍ عديدة لا يتسع المكان لذكرها.
مثّل منصور وطنه في المحافل الشعرية والمهرجانات الثقافية العربية والعالمية.والجدير ذكره أنّ قصائد الشاعر منصور تُدرّس في بعض كتب الأدب العربي في المناهج اللبنانية والعربيّة كما وترجمت بعض قصائده إلى لغات عدة كان آخرها ترجمة إلى اللغة الألمانية ضمن دراسة "أنطوبولوجيا" أعدّها معهد غوتّه الألماني...
صدر للشاعر:
متى التقينا 2004
انت الذاكرة وأنا 2007
قوس قزح 2007
كي لا يغار الأنبياء 2009
يوغا في حضرة عشتار 2010
أخاف الله والحب والوطن 2016
الأرض حذاء مستعمل 2016
فهرس الانتظار 2018