لمناسبة إصدارها أسطوانتها الأولى "معليش"، تحيي الفنانة إيفون الهاشم حفلة موسيقية في مترو المدينة مساء السبت 13 حزيران، توقّع في ختامها الأسطوانة.
اللافت في الأسطوانة أنها تحمل مستوى ناضجاً من الموسيقى والشعر والأداء، وقد طغى عليها طابع جديد من الحبّ والوطن والإنسانية. تناولت الهاشم في كتابة معظم نصوص الأغاني هواجس الناس وأبناء جيلها على الصعد المعيشية والإنسانية. فبكلام شفاف تغني عن فتاة تعاني آلام المرض في "يا زغيري"، وفي "رح فلّ" تحمل مخاوف شباب لبنان من المستقبل وسعيهم الى الهجرة، فتقول: "بيوم من الأيام رح ضبّ شنط السفر/ رح ضبّ كل الأحلام/ اللي عتقت من كتر الضجر/ كتر الهمّ بالشوارع والأيام"، لتعود فتعبّر عن علاقتها وأبناء جيلها بعشق بلبنان رغم ضبابية الأفق، فتتمنى أن يختفي هذا الهاجس وتتوقف الهجرة: "بحلم بشي نهار/ تتغيّر هالغنيّي/ أترك شنط السفر/ نخلص من هالخبرية". وبموسيقاها الحالمة وأدائها المتقن والجميل تشدو بالأغنية الساحرة "شارع الأحلام المنسية" التي تعتمد السرد المونولوجي لحكاية عاشقين يبكيان ويضحكان على ضياع أحلامهما في شارع الوطن. بهذه الشفافية والجمالية تأخذنا إلى "أنا متلك" التي تتطرق الى العنصرية: "صوتي، وجيّ، لوني وناسي/ من أهلك أنا/ جسمي، قلبي وإحساسي/ أنا متلك أنا".
ولعلّ هذه النزعة الى المساواة الإنسانية دفعت الهاشم إلى الطلب من الفنان شارل أزنافور أن تؤدي أغنيته "Comme ils disent" التي تدعو إلى قبول الآخر، الأمر الذي لاقى ترحيباً من أزنافور، فأدرجت الأغنية في الأسطوانة وغنتها بشكل جميل مضيفة إليها بعض الآلات والإيقاعات الشرقية. وتأخذنا الأسطوانة إلى أغنية "معليش" ذات النبض الشعبي السلس التي تنتقد تعالي الفنان المثقف على الجمهور والمستمع البسيط. ونستمع إلى "انتحر الحبّ" التي تروي انهيار هذا المفهوم بعد تجربة عاطفية فاشلة، الأغنية الجريئة من حيث الطرح تحمل بالمستوى نفسه قدراً مهماً من جمال الكلمة والصورة والموسيقى كما الإحساس الغنائي. وفي الأسطوانة أغنية عاطفية مختلفة الطرح من كلمات الفنان أحمد قعبور وألحانه، هي "كأني"، أما "الحب" فهي الأغنية التي تقارب الموشح من كلمات مهدي منصور وألحان زياد الأحمدية وهي تحمل مستوى جماليا كلاسيكيا، يقول مطلعها: "الحبّ يا حبيبي/ من عبق الطيوب/ أحلى من الزهر/ أشهى من الخمر".

